الدعاء هو العبادة. ما أهمية الدعاء

فالرسول عليه الصلاة والسلام علَّم أصحابه أنَّ كلَّ أمرٍ يقوم به المسلم فهو عبادة إذا قَصد وجه الله، حتى أنه لَمَّا ذكر بعضًا من القربات إلى الله ذكر من بينها مباضعة الرجل لزوجته، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: إن أُناسًا قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون بفضول أموالهم، قال «أو ليس قد جعل الله لكم ما يصدَّقون به؟ إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرةٍ صدقة، وكلِّ تحميدةٍ صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» ومنها التحجير في رحمة الله وتضييقها اللهم ارحمني ومحمدا
وصحَّحه الوالد رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ وقال تعالى: }قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُـمْ مِـنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ

كتاب الدعاء هو العبادة

ولهذا كانت مهمَّة جميع الأنبياء دعوة أقوامهم على توحيد الله وإفراده بالعبادة، كما قال تعالى مخاطبًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في بيان ما أوحى به إلى الرسُل قبله، فقال: }وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ { فكل رسول من الرسل - عليهم الصلاة السلام - افتتح دعوته بالدعوة إلى عبادة الله وحده والقيام بها على مراد الله - عزَّ وجل - كقول نوح ومن بعده كما في سورة الأعراف وغيرها اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ.

25
الحلقة(2) الدعاء هو العبادة
قال سعد : كانت دعوة عبد الله خيراً من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط
تَمَـامُ الْمِنَّة: مُقارَنةٌ بين: (الدُّعاءُ هو العبادة) و (الدُّعاءُ مُخُّ العبادة)
وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛ وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛ أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ، وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه
كتاب الدعاء هو العبادة
من لي بمثل سيرك المدلَّل تمشي رويدًا وتجيء في الأوَّل؟! وفي حديث ابن عباس تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة وعن أبي هريرة مرفوعا من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثرلاالدعاء في الرخاء رواه الترمذي
صحيح إنَّ هذه الشعائر العظيمة والأركان الأساسية في الإسلام، لكنها لا تعني أنها كلّها، إنما هي جزء من العبادات لله وليست هي كلُّ العبادة التي يريدها الله من عباده
رجاء إجابته للدعاء والرغبة إليه رغبة صادقة مع قطع الرجاء والأمل عن غيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذرعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"متفق عليه 4

الدّعاء هو مخّ العبادة

اللهم إن لم أكن لأن أبلغ رحمتك فإن رحمتك لأن تبلغني.

12
شرح حديث: إن الدعاء هو العبادة
أفضل دعاء مستجاب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية — رحمه الله -: " لكن العبادة المأمور بها تتضمَّن معنى الذلِّ ومعنى الحب؛ فهي تتضمَّن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له، فإنَّ آخر مراتب الحب هو التتيُّم، وأوله العلاقة، لتعلُّق القلب بالمحبوب، ثمن الصبابة لانصباب القلب إليه، ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب، ثم العشق، وآخرها التتيُّم
تَمَـامُ الْمِنَّة: مُقارَنةٌ بين: (الدُّعاءُ هو العبادة) و (الدُّعاءُ مُخُّ العبادة)
ومنها أنَّ العبد إذا تعلَّق قلبه برجاء ربه فأعطاه كان ذلك ألطف موقعًا وأحلى عند العبد، وأبلغ من حصول ما لم يَرجُهُ، وهذا أحد الأسباب والحكم في جعل المؤمنين بين الرجاء والخوف في هذه الدار فعلى قدر رجائهم وخوفهم يكون فرحهم في القيامة بحصول مرجوهم واندفاع مخوفهم