عدّ الإمام عليه السلام النصيحة من الحقوق المستحبة، ومعلوم ان هذه الحقوق ليست واجبة، بل إنما هي في ذاتها مستحبة, فعدّ النصيحة منها دليل على استحبابها | المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف 1374هـ، 1954م |
---|---|
وقد يستفاد من خبر الإمام الصادق عليه السلام في ذكر دواعي الغيبة، وكذا يستفاد من السيرة القطعية في بعض المستثنيات، ومن عدم وجود ردع للأئمة عليهم السلام لشخص ذكر عيب شخص قصد انتقاصه كما في أخبار الحدود والتعزيرات فإن فيها ما يشمل على نقل قصة للإمام عليه السلام مع اشتمالها على ذكر العيب وعدم الردع, ويمكن أن يستفاد أيضاً من التعبير بـ اغتابَ فإنْ من باب أفتعل ظاهر في القصد نحو العمل نحو أكتب | الرأي الثاني: التزاحم بين أدلة الغيبة والنصيحة عند التأمل يمكن القول بوقوع التزاحم بين أدلة الغيبة والنصيحة، والظاهر من قبيل الحكمين المتزاحمين، فلابد من ترجيح أحدهما على الآخر من ملاحظة أقوى الملاكين وصيرورة القوي منها فعليا والآخر شأنياً، فما نحن فيه من صغريات باب التزاحم لا التعارض، فإن الغيبة في موارد الاجتماع مأخوذة في مقدمات النصح أو النصيحة وأنه يتوقف عليها نظير توقف إنقاذ الغريق والإتيان بالصلاة على التصرف في ملك غيره, وعليه فيتصف كل من النصح والغيبة بالأحكام الخمسة بحسب اختلاف الموارد بقوة الملاك وضعفه، فان تساوى الملاكان كان النصح والغيبة مباحين، وان زاد أحدهما على الآخر كان الزائد متصفا بالوجوب أو الاستحباب بقدر ما فيه من زيادة الملاك، وكان الناقص محرماً أو مكروهاً بمقدار ما فيه من نقصه |
الأمر الرابع: تقسيم المحرمات حسب الأخبار الناظرة إلى المصلحة في ارتكابها وعدمها تنقسم المحرمات إلى قسمين: القسم الأول: حرمة الشيء إذا لم تكن مصلحة في ارتكابه قد يستفاد من دليل المحرم أنه يكون محرماً إذا لم تكن هنالك مصلحة في ارتكابه كالكذب محرم من دون مصلحة في ارتكابه، وقد توجد مصلحة في ارتكابه وهي مباحة غير واجبة كما في الكذب لإدخال السرور على الغير.
3وإني أدعو الله تعالى أن يفرّج كربك ويكشف همك وأن يفتح عليك أبواب الرزق | وفي قوله صلى الله عليه وسلم :« لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » |
---|---|
الحديث السابع عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله و لكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم | والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله, وما فيه سعادتهم |
من له الولاية يجب نصيحته لمن لا يقوم بالنيابة أو الوكالة من قبله على وجهها الصحيح, إما لأنه لا يكون صالحاً لها أو لعدم أهليته أو لفسقه أو لأنه مغفل ونحو ذلك ليزيله ويولي من يصلح، او يعرف حاله فلا يعتبر به أو يلزمه الاستقامة | بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيه منَ الآيات والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفورُ الرحيم |
---|---|
وهنالك ثلاث علامات للناصح, وهي إغمام القلب بمصائب المسلمين، وبذل النصيحة لهم متجرعاً لمرارة ظنونهم، وإرشادهم إلى مصالحهم وان جهلوه وكرهوه | وتختص نصيحة العلماء لله تعالى وكتابه الكريم ورسوله العظيم وأهل بيته الكرام بالرد على الأهواء المضلة على الكتاب والسنة الشريفة, وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء، وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيان ما صح من الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام وما لم يصح بتبين حال الرواة, ومن تقبل روايته منهم ومن لا تقبل |
الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ مثل قوله: ما الدين إلا النصيحة، فإذا كان طرفا الجملة معرفتين كان ذلك من باب الحصر.
18