وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ » رواه مسلم | يروى بعض المحدثين حديثا مشهورا يقول المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وكأن غير المسلمين مباح ان تمتد يدك ولسانك عليهم |
---|---|
فمر بشخص يتكفف وهو شيخ كبير السن، فوقف عليه السلام متعجباً وقال عليه الصلاة والسلام : ما هذا؟ ولم يقل من هذا، و ما لما لا يعقل، و من لمن يعقل، أي انه عليه السلام رأى شيئاً عجيباً يستحق أن يتعجب منه، فقال أي شيء هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفّف | فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن |
جعفر محسن البهادلي السلام عليكم ايها الناس اجمعين اليوم ابين كيف ان المسلم عليه ان يكون انساني والا فانه قد يخرج عن كونه مسلما.
ويجاب بأن المراد بذلك مراعاة باقي الأركان ، قال nindex | فالمسلم الحق هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده ، أما إذا كان وقَّاعا في أعراض إخوانه المؤمنين لا يحفظ لسانه لا من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب ، وينتصر لنفسه بالباطل ويعتدي, فهذا لم يأتِ بحقيقة الإسلام المطلوب من المؤمن ؛ لأن الإسلام المطلوب من المؤمن؛ منه ما يتعبد به ربه جل وعلا بأداء حق الله جل جلاله وأداء حق نبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ،ثم بأداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في أن يسلموا من اللسان واليد وأنواع الاعتداء وإذا تبين هذا فإنه ينبغي أن يُنظر دائما إلى الارتباط القائم ما بين تحقيق الإسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم ويده, تحقيق الإسلام، فمن حققه وعبد الله جل وعلا حقا ،وحقق الشهادتين وأقام الصلاة ،وآتى الزكاة وصام وتعبد لله جل وعلا ذلا ،خضوعا وانقيادا، فإنه حينئذ سَيَتَنَكَّف بأن يؤذي مسلما ،سواء أكان ذلك المسلم قريبا له في النسب أم لم يكن قريبا له, سواء أكان جارا له أم لم يكن جارا له، فكيف إذن يكون المسلم إذا آذى والديه؟ أو إذا آذى أهله؟ أو إذا آذى جيرانه؟ أو إذا آذى من يعاشرهم دائما؟ أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ الحمد لله رب العالمين |
---|---|
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام | فإذا كان هذا في ظلم المعاهَدِين فكيف بمن ظلم إخوانه المؤمنين ؟! ومن صور الأذى التدخل في خصوصيات الأقارب والجيران وتتبع عوراتهم وإبداء الرأي في أحوالهم وإلقاء اللوم عليهم ونقد تصرفاتهم دون استشارة منهم أو إذنهم وعلمهم بذلك في الوقت الذي لا يسمح المتكلم لأحد التدخل في شؤونه |
وفي ذلك من التشديد قول النبي صلى الله عليه وسلم : من آذَى الْمُسْلِمِينَ في طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عليه لَعْنَتُهُمْ رواه الطبراني بإسناد حسن.
8