وفي الحديث القدسي: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه | |
---|---|
الجواب: الرياء أن يعمل العبد عملاً صالحاً ليراه الناس فيمدحوه به ويقولوا: هذا رجل عابد، هذا رجل صالح وما أشبه ذلك، وهو مبطل للعمل إذا شاركه من أوله، مثل أن يقوم الإنسان ليصلي أمام الناس ليمدحوه بصلاته، فصلاته هذه باطلة لا يقبلها الله -عز وجل-، وهو نوع من الشرك | ولكن لو قال قائل: إنه يتصدق من أجل أن يراه الناس فيتصدقوا، لا من أجل أن يراه الناس فيمدحوه، فهل هذا خير؟ ف نعم هذا خير، ويكون هذا داخلاً في قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» |
فقد جاء في حدِّ الرياء المذموم، هو أن يعمل المسلم أمراً بعبادتهِ لغير وجه الله تعالى، بقصد اطلاعُ الناس على عبادتهِ، وكماله حتى يكون له منهم مال أو جاه أو ما يُشبه ذلك.
9وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " | |
---|---|
وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله | كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ |
.
اختلطت علي الأمور، وأريد تفسيرا في فتوى رقم: 284545، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ما روى الطبراني في الأوسط 6835 عن كعب بن عجرة قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخراً فهو في سبيل الشيطان | وروى الترمذي بسند حسن عن أبي سعد بن أبي فضالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحد فليطلب ثوابه من عند غير الله فأنا أغنى الشركاء عن الشرك |
---|---|
الوجه الثاني : أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى : أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة ، فهذه العبادة لا تخلو من حالين : الحال الأولى : أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها ، فأولُّها صحيح بكل حال ، وآخرها باطل | قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله : اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه : الوجه الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل ؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس ، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته ، فهذا مبطل للعبادة |
قال بعض العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال فحديث النية ميزان الأعمال الباطنة والحديث الآخر ميزان الأعمال الظاهرة.