عمل الوشاء مُدرِّساً للصبيان في مكتب العامَّة، وإلى جانب علمه الغزير باللغة فقد كان أيضًا شاعراً مُقِلاً | |
---|---|
وكان والده فقيرا يعمل سقا يبيع الماء، وعندما ظهرت موهبته في الصغر وصار يحفظ كل ما يسمع من شعر رحل به والده إلى ، وهناك تلقى العلم والأدب عن علمائها ثم دخل البادية وأخذ لغة العرب عن فصحائها فأصبح من أعظم شعراء عصره | اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً |
وبذلك انطفأت شمعة من الكبرياء والعظمة قلما وجدت في شاعر عُرف في تاريخ الأدب العربي ، شاعر قتله شعره ، وظل إلى آخر رمق يدافع عن مبدأ التملك ونشد العلو والسؤدد ، ذلكم كان شاعرنا المتنبي الذي شغل الدنيا والناس.
ومنذ ذاك الحين أصبح المتنبي شاعر سيف الدولة المقرب ، والمحفوف بكرمه وعطفه ، حيث يصحبه في حله وترحاله ، الشيء الذي أوغر صدور سائر الشعراء والأدباء حقدا وحسدا ، وتمكنوا في النهاية من إشعال الفتنة بينه وبين الأمير ، فرحل غاضبا متوجها إلى دمشق | أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية |
---|---|
يُعتبر من أعظم الشعراء العرب المؤثرين، حيث ترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة في جميع أنحاء العالم | رحلة المتنبي إلى بلاد الشام ولقائه بسيف الدولة ذكر المعرّي في رسالة الغفران أنّ أبا الطيب كان قد رحل إلى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ويقال إنّه كان في الثامنة عشرة من عمره آنذاك، وكان يرنو إلى المجد والعلياء، وهذا ما جعله يقيم في الشام وينظم شعر المديح، وكانت حينها قد قامت في المنطقة حروب عدّة بسبب الصراع على السلطة، انتهت بسيطرة على حلب سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وبقاء دمشق تحت سيطرة الإخشيدييّن، ممّا دفع المتنبي حينها لمدح بعض الرجال الذين حاربوا في تلك المعارك أمثال: مساور بن محمد الرومي، والحسين ابن عبد الله بن طغج، وطاهر العلوي، إضافةً إلى مدحه لبعض رؤساء العرب الذين التقاهم في طريقه إلى الشام لا سيما حين أقام في منبج، أمثال سعيد عبد الله بن كلاب المنبجي، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المتنبي كان قد سُجن في الشام أيام شبابه- كما سبق الذكر- عند ذكر أسباب تسميته بالمتنبي، وقد أجمع الرُّواة على ذلك، كما أنّ المتنبي نفسّه أخبر عن ذلك في شعره، إلا أنّه كان قد اختلف مع رواة سيرته في أسباب السجن، إضافةً إلى اختلاف الرواة فيما بينهم |
فهو الشخصية الشامخة بأنفتها وكبريائها ، الطموحة دائما إلى العلو والرفعة ، لذا كان الفخر يغلب على جل قصائده إن لم يكن كلها.
6