كنا لأول مرّة نرى بيتًا من طابقين | فتن الجيران بصوت سميرة توفيق ولا تزال أصداء إعجابهم ترنُّ في رأسي كلما ذكروا القصة أمامنا |
---|---|
لقد تحول إلى علامة، لدرجة أنّ أهلنا صاروا يصِفُون كل شيء انطلاقًا من ذلك البيت العجيب، «خلف البيت بو طابقين» أو «قرب البيت بو طابقين»، كان البيت بالنسبة لنا شاسعًا وكبيرًا، نوافذه زجاجية في وقت كانت نوافذنا خشبية | شغفٌ فاتنٌ ملأ أجواء القرية التي لم تكن تستأنس إلا بسهرها وحكاياتها الليلية |
لم تكن في «مرتفعات الخضراء» عمالة آسيوية عندما كان جدي يافعًا، كان بمقدوره آنذاك حمل الطابوق والإسمنت بصلابة فائقة، رغم ما قد يبدو الآن من هزاله وضموره وعظامه البارزة تحت لحمه اللين | وأود دائماً التعبير عن امتناني لهم والتأكد من الربط بمواقعهم في كل مرة أذكرهم |
---|---|
لا أعرف من أين أبدأ وأين أنتهي | كما أن هناك وصفات قدمتها أمي لي |
أكثر ما أثار دهشتي، الستائر التي تتطاير بفعل الهواء، لم يكن في بيتنا القديم ستائر.
من وراء السيدة ملعقة؟ أنا أم وزوجة | شاهدتُ بالأبيض والأسود لأول مرّة في حياتي مسلسلًا كرتونيًّا، «السيدة ملعقة»، سيدة عجوز، تحمل ملعقة ذهبية على ظهرها، تصغر وتصغر في ظروف خاصة، إلا أنّ الملعقة تبقى بحجمها الطبيعي، ثقيلة فوق ظهرها، ودون أسباب واضحة تعود السيدة ملعقة لحجمها الطبيعي في نهاية الحلقة |
---|---|
ننغلقُ على هذا البيت الذي يسكن مخيلتنا لنحميه بداخلنا، ونستعيده بصورة مفرطة في انتكاساتنا اللانهائية، ربما ليس كما عشنا فيه واقعيًّا، ولكن بقدر ما نرغب أن يكون بيتًا مثاليًّا وآسرًا، فالعالم الواقعي كما يقول غاستون باشلار: «يمّحي دفعة واحدة، حينما يسعى المرء إلى العيش في بيت الذكرى» | حركة أصابعهن متناغمة تمامًا مع ضحكاتهن وإيماءة رؤوسهن وشهوة الحكي المتدافعة |
القصة قصة المسلسل مقتبسة من رواية للمؤلف : Alf Prøysen.