فَأَمَرَ اللَّه الْحُوت فَأَلْقَاهُ بِالْعَرَاءِ | فلا يضر كعبا انتسابكم اليهم ، اذ هم الراس وانتم الاذناب ويُقال للسفلة من الناس ايضا الاكارع ، تشبيها بقوائم الدابة |
---|---|
{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ } أي: عذاب نزل عليها ليلًا { وَهُمْ نَائِمُونَ } فأبادها وأتلفها { فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ } أي: كالليل المظلم، ذهبت الأشجار والثمار، هذا وهم لا يشعرون بهذا الواقع الملم، ولهذا تنادوا فيما بينهم، لما أصبحوا يقول بعضهم لبعض: { أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا } قاصدين له { وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } فيما بينهم، ولكن بمنع حق الله، ويقولون: { لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ } أي: بكروا قبل انتشار الناس، وتواصوا مع ذلك، بمنع الفقراء والمساكين، ومن شدة حرصهم وبخلهم، أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة، خوفًا أن يسمعهم أحد، فيخبر الفقراء | وكذا قال مقاتل ومرة الهمداني وعطاء الخراساني والسدي والكلبي : إن النون هو الحوت الذي عليه الأرضون |
أم أنك تسألهم أجراً حتى يؤمنوا وهم عاجزون عن دفعه ويرونه غرامة ثقيلة؟ أم عندهم الغيب فهم يكتبون لأنفسهم الجزاء؟ فاصبر لحكم ربك الذي سن سنة الاستدراج والإملاء.
11وقيل : هو المعروف من حروف المعجم ، لأنه لو كان غير ذلك لكان معربا ; وهو اختيار القشيري أبو نصر عبد الرحيم في تفسيره | وقد تواصوا بالشح وحرمان المحتاجين مما آتاهم اللَّه ومنّ به عليهم ذاهلين عن تدبير اللَّه وتقديره |
---|---|
وقال المفسرون : ان هذه الآية تعليل للنهي عن طاعة هذا اللعين | والظاهر أن الوسم على الأنف أريد به نهاية إذلاله بذلة ظاهرة يعرفه بها كل من رآه فإن الأنف مما يظهر فيه العزة والذلة كما يقال: شمخ فلان بأنفه وحمي فلان أنفه وأرغمت أنفه وجدع أنفه |