وهو من هذه الزاوية أحد الوصايا العشر التي وردت في سورة الأنعام، فقال تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} الأنعام 152 | فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة |
---|---|
لأن الله جل ثناؤه بذلك أوصى الرجالَ في نسائهم | قال الزمخشري : الميثاق الغليظ حق الصحبة والمضاجعة ، ووصفه بالغلظ لقوته وعظمه |
لقد تجسد مفهوم ملك اليمين تراثياً بالرق، نظراً لأن نظام العبودية كان سائداً سارياً في القرون الماضية | أنظر المعجم الوسيط، باب الزاي ، فكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان، والدليل على ذلك قوله تعالى في إنجاب الرجل للبنين والبنات بلفظ التزويج : { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } الشورى:50 ، ويعبر عنه أيضا بخروج أزواج من أصناف النباتات كقوله تعالى : { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى } طه:53 |
---|---|
ففي الزواج المسيار الزوج هو ملك يمين المرأة ، وفي نكاح المتعة المرأة هي ملك يمين الرجل، وكلاهما ملك يمين | وَمِنْ آيَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى عَظَمَتِهِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسِكُمْ -أَيُّهَا الرِّجَالُ- أَزْوَاجًا؛ لِتَمِيلُوا إِلَيْهِنَّ وَتَأْلَفُوهُنَّ، وَتُصِيبُوا مِنْهُنَّ مُتْعَةً وَلَذَّةً، وَجَعَلَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ نَوْعًا مِنَ الْحُبِّ الْهَادِئِ الثَّابِتِ، وَعَاطِفَةً نَفْسِيَّةً تَدْفَعُكُمْ إِلَى الْعَطَاءِ وَالْمُسَاعَدَةِ، وَمُشَارَكَةِ الْمَعْطُوفِ فِي آلَامِهِ وَآمَالِهِ |
بالنسبة للأحاديث النبوية، فنحن نأخذ ما صح منها في موضوع الشعائر حصرياً، وفيما عدا ذلك نستأنس بالأحاديث التي لا تتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية، لكن لا نعتبرها مصدراً للتشريع إطلاقاً.
14فالميثاق الغليظ يقتضي حسن المعاشرة بين الزوجين , وأن تقوم حياتهما على الصدق والوفاء لا على الخيانة والكذب , وعلى الحب والتفاهم لا على الأنانية والخداع | وهنا جاء الأمر الإلهي بعدم التعددية والاكتفاء بالزوجة الأولى في حالة الخوف من العول والوقوع فيما أشرنا إليه من عدم العدل |
---|---|
فإذا تقرر الإقرار في بلد مثل سوريا مثلاً، فالقرار صحيح، وإذا تقرر الإلغاء في بلد مثل السعودية مثلاً فالإلغاء صحيح | وهكذا فلا يحق لأحد أن يقول إنه في حال منع التعددية الزوجية في بلد ما أننا نحرم ما أحل الله مالم نقصد أن الزواج الثاني عبارة عن زنا وفاحشة، والله حرم الفواحش وهذا الالتباس يمكن أن ينتج من جراء عدم التفريق بين الحرام والممنوع، فلا يمكن للحرام أن يُحَلَّل، ولكن يمكن للحلال أن يُمنَع ومنعه لا يحمل الطابع الأبدي الشمولي |
اللهم ارزقنا الصبر والرضا والشكر, واجعلنا ممن يصون العهد ويفي بالوعد , وانشر على بيوتنا السعادة والسكينة والأمان , والمودة والرحمة والاطمئنان.
5