وورد عن الإمام الصادق «عليه السلام»: «إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء» | الهداية على نوعين: أوّلا «الهداية التشريعة» وهي تشمل إبانة الطريق والكشف عنه بجميع العلائم |
---|---|
إنّ هذا ـ بحدّ ذاته ـ دليل على مبدأ «حرية الإرادة الإنسانية» وعدم الجبر | وقرئ: السراط بالسين من الاستراط بمعنى الابتلاع؛ كأن الطريق يسترط مَن يسلكه |
نستخلص من هذه الآية حقيقة أُخرى، وهي أنّه يخاطب نبيّه قائلاً : إذا ظهر بين المسلمين ـ بعد كلّ ذلك التحذير من الإنفاق المصحوب بالرياء والمنّ والأذى ـ أفراد ما يزالون يلوّثون إنفاقهم بهذه الأُمور، فلا يسؤك ذلك، إنّ واجبك هو بيان الأحكام وتهيئة المناخ الإجتماعي السليم، وليس من واجبك أبداً أن تجبرهم على تجنّب هذه الأُمور.
وأما الهداية الخاصة، فهي تفضُّل من الله سبحانه على العبد بتوفيقه إلى طاعته، وتيسيره سلوك طريق النجاة والفلاح؛ وعلى هذا المعنى جاء قوله عز وجل: { أولئك الذين هدى الله} الأنعام:90 وقوله سبحانه: { فمن يُرِد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} الأنعام:125 | |
---|---|
فعلى العبد أنْ يحافظ على إيمانه بالابتعاد عن ممارسة المعاصي والتجرّي على الله سبحانه وتعالى بمخالفته في أمره ونهيه، كما وينبغي له أنْ يمارس من الأعمال ما له خاصية تقوية الإيمان وزيادته، فهناك الكثير من الأعمال العبادية - إن لم نقل كلّها - لها هذه الخاصية، كالصلاة والصوم وقراءة القرآن والدعاء والمناجاة وصلة الرّحم وبر الوالدين، ومساعدة المحتاجين والسعي في قضاء حوائجهم، وعيادة المرضى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من الأعمال الواجبة والمستحبّة، فالإتيان بها مما يزيد في إيمان العبد ويقوّيه | وهذا التفسير لايتنافى مع التفسير السابق، فكلاهما محتملان |
قال عاصم فقلت للحسن: إن أبا العالية يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه، قال: صدق ونصح.
16هداية التوفيق والإلهام وهي الهداية المستلزمة للإهتدى فلا يتخلف عنها وهي المذكورة في قوله تعالى { يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } 1 وقوله تعالى { إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ 2 } | مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ… |
---|---|
وهذه الهداية يقوم بها الأنبياء والأئمّة والصالحون والمربّون المخلصون | أولاً: في حياتنا الدنيا الله جلّ جلاله هدانا إلى مصالحنا، فلولا الجوع لما كان هذا الدرس، فبالجوع تبحث عن الطعام، تعمل، تكسب مالاً، تشتري به طعاماً، تأكل تلبي به حاجة الجسد، لك حاجة أخرى، أنت بحاجة إلى الطرف الآخر، تتزوج، لك حاجة ثالثة هي تأكيد الذات تتفوق، لولا هذه الحاجات التي أودعها الله فينا ما ارتقينا، نسلم بها ونسعد |
تعريف الهداية وأنواعها:والهدايةُ دلالة بلطفٍ على ما يوصِلُ إلى البُغية، ولذلك اختصّتْ بالخير، وقوله تعالى: وارد على نهج التهكّم، والأصلُ تعديتُها بإلى واللام، كما في قوله تعالى: فعومل معاملةَ اختارٍ في قوله تعالى: وعليه قوله تعالى: وهدايةُ الله تعالى مع تنوعها إلى أنواع لا تكاد تُحصر منحصرة في أجناس مترتبة، منها أنفسية، كإفاضة القُوى الطبيعيةِ والحيوانية التي بها يصدُر عن المرء فاعليته الطبيعية الحيوانية، والقوى المدرِكة، والمشاعرُ الظاهرةُ والباطنة التي بها يتمكن من إقامة مصالِحه المعاشيةِ والمعاديّة، ومنها آفاقية، فإما تكوينية مُعْرِبة عن الحق بلسان الحال، وهي نصبُ الأدلةِ المُودَعةِ في كل فردٍ من أفراد العالم حسبما لُوِّحَ به فيما سلف، وإما تنزيلية مُفْصِحة عن تفاصيل الأحكامِ النظريةِ والعمليةِ بلسان المقالِ، بإرسال الرسل، وإنزال الكتبِ المنطويةِ على فنون الهدايات التي من جملتها الإرشادُ إلى مسلك الاستدلالِ بتلك الأدلة التكوينيةِ الآفاقيةِ والأنفسية، والتنبيهُ على مكانها، كما أشير إليه مُجملًا في قوله تعالى:.