وقال يوسف بن الحسين الرازي: " أعزُّ شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر " | من لي بمثل سيرك المدلَّل تمشي رويدًا وتجيء في الأوَّل؟! د- الذين ضلُّوا في تحقيق أركان العبادة: وقد ضلَّ في تحقيق أركان العبادة لله ثلاث طوائف أذكرها على سبيل الإيجاز خشية الإطالة وهي: 1- الصوفية : فإنهم زعموا أنهم يعبدون الله حبًّا له فقط، فلا يرجون ثوابه ولا يخافون عذابه، وقد أبطلوا كلَّ سبب يئول إلى الرجاء، مثل الدعاء والإنابة والتضرُّع ونحوها، كما أبطلوا كلَّ سببٍ يئول إلى خوف الله مثل دوام المراقبة والمحاسبة ونحوهما، وقد تواترت عبارات أئمَّتهم حول هذا المعنى في كثيرٍ من الكتُب التي حكت مقالاتهم |
---|---|
وقال تعالى: }قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي { |
ومثل ما أُمر به شرعًا ولم يُحدَّد على فعله جزاءً معينًا، ويعتبر القيام به عبادة إذا نُوي بها القربة لله ويؤجر عليها، إجابة دعوة المسلم، قال عليه الصلاة والسلام «إذا دُعي أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصل، وإن كان مفطرًا فليطعم».
22والعبادة اللسانية من أنواع العبادة التي لها أجر عظيم، ورفع في الدرجات، وتصون المسلم وتحفظه من همزات الشياطين، وهي ترطيب للسان وتطهير للقلب | وبعد ذكر شَرْطَي العبادةِ المقبولةِ عند الله سبحانه وتعالى يتبيّنُ أنَّ دينَ الإسلام مبنيٌّ على أصلين: الأصل الأول: أن نعبد الله وحده لا شريك له |
---|---|
قال الشيخ السعدي — رحمه الله — في تفسير هذه الآية: " أي: لا أحدَ أحسن من دينِ مَن جَمَع بين الإخلاص للمعبود، وهو إسلام الوجه لله، الدَّال على استسلام القلب وتوجُّهه وإنابته وإخلاصه، وتوجُّه الوجه وسائر الأعضاء لله | أركان العبادة للعبادة أركان يجب أن تتوافر في كل أنواع العبادة، حتى تحقق المراد منها، ويأخذ بها المسلم الأجر والثواب، وهم ثلاثة أركان: الإخلاص وهو أن يفعل المسلم كل الأعمال وكل العبادات بقصد الحصول على رضاء الله سبحانه وتعالى، حيث يمكن أن يقوم المسلم بالصلاة |
والدليل على المفهومِ الشاملِ للعبادةِ الكتابُ والسنةُ وفعلُ الصحابةِ رضوان الله عليهم.
18يعتبر الصيام م ن ونصف الصبر، فمن صام تعلم الصبر والهدوء حتى يصل لما يحب بعد كل شدة ومنتظراً لكل خير من بعد صبره هذا، فترى من امتنع عن الطعام والشراب وهي من الحاجات الضرورية وصابراً في العطش والجوع رغم الحرّ والتعب قادراً على أن يصبر على الأمور الأساسية الأخرى | وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ» رواه مسلم |
---|---|
ومن ذلك يتّضح: أنَّ الدِّينَ كلَّه داخلٌ في العبادةِ، والدَّينُ منهجُ الله، جاءَ ليسعَ الحياةَ كلَّها، وينظِّمَ جميعَ أمورِها من أدبِ الأكلِ والشربِ وقضاءِ الحاجةِ إلى بناءِ الدولةِ، وسياسةِ المالِ، وشؤونِ المعاملاتِ والعقوباتِ، وأصولِ العلاقاتِ الدوليةِ في السلم والحرب | وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد تركتُكم على مِثْلِ البيضاءِ، ليلِها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلاّ هالكٌ» |
الفصل الأول ا — العبادة في اللغة: قال ابن منظور: العبد: الإنسان، حرًّا كان أو رقيقًا يُذهب ذلك إلى أنه مربوب لباريه عز وجلَّ.
15