ما أردت الكتابة عن حياة الإمام علي وسيرته وحقّه في الإمامة أو عن زهده وشجاعته وعلمه ؛ لأنّ مثل ذلك قد يعجز عنه الكلام، ويقصر دونه التدوين، لكنّني سألجأ إلى أسلوب علمي محاولاً الإفصاح عن معنى الإمام والخلافة | |
---|---|
حتى بعد موته ظلت رغبته في هداية الناس يقظة وحرصه على نصحهم وإرشادهم متأججًا، فقال حين عاين النعيم وأبصر الجنة: { قِيلَ ادْخُلِ الْـجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ | بدانيد من به پروردگارتان ايمان آوردم، پس شما نيز سخن مرا بشنويد و ايمان آوريد |
إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ «24» إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ «25» در اين صورت من در گمراهى آشكارى خواهم بود.
7فلقد قال الرجل: "يا ليت قومي يعلمون" في دار غير الدار وحال غير الحال | |
---|---|
تلك عشرة كاملة لمن رام التصحيح والتحسين فحكمة الله في حرمانهم من النصر والتمكين تتجلى للناظرين في حالهم منذ عشرات السنين |
وعند تأمل هذه الحادثة المؤثرة نستنبط منها الدروس والعبر، ومن ذلك: 1- الحث على سرعة الاستجابة للحق متى ما ظهرت علامته، واتضحت دواعيه، ثم الدعوة إليه دون بطء أو تكاسل؛ فإن هذا المؤمن الشهيد حينما استشعر حقيقة الإيمان؛ تحركت هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عليها سكوتاً، ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله، والجحود، والفجور، ولكنه سعى بالحق الذي استقر في ضميره، وتحرك في شعوره، سعى به إلى قومه وهم يكذبون، ويتوعدون، ويهددون، وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق، وفي كفهم عن البغي، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين.
21