والقول الثاني: عد الشُّكر أفضل | فإن كانت الجماعة عرفت الموت بخطيئة إنسان واحد، فبالأحرى نعمة الله بإنسان واحد هو يسوع المسيح قد أفيضت بغزارة على الجماعة؛ فالحياة حسب الروح، والحياة في النِّعمة، والحياة في المسيح، ثلاث عبارات متوازية، وتستعيد أفسس بإيجاز المواضيع عينها؛ ويتحدّث بولس أيضاً عن عطيّة الله كمسؤولية سلّمت إلينا: "لا تُهمل الهبة الَّتي فيك" 1تم 4 :14 " 3 خاتمة أرجو في هذه الدِّراسة، أن أكون قد أصبت المعنى الرَّئيسي لموضوع النِّعمة من خلال المراجع القيِّمة، مما لا شك فيه هو أنها أساسيَّة في محاولة دراسة مصطلح ما، تاريخيَّته، أبعاده، وما تنطوي عليه من معانٍ متنوعة المراجع 1- عبد الله بطرس الدّكتور ، 1971 |
---|---|
وقال الراغب في "المفردات": "النِّعمة -بكسر النون-: الحالة الحسنة، وبناء النِّعمة بناء الحالة التي يكون عليها الإنسان، كالجِلْسَة والرِّكْبة | ومادة نعم ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم على عدة معان: أحدها: النعمة بالمعنى العام، وهي ما أنعم الله به على الإنسان، من ذلك قوله تعالى: { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} لقمان:20 أي: النعم التي سخرها الله للعباد مما في السموات والأرض |
والآيات وَفْق هذا المعنى كثيرة.
سادسها: النعمة بمعنى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء على ذلك قوله عز وجل: { وأما بنعمة ربك فحدث} الضحى:11 عن مجاهد في قوله سبحانه: { وأما بنعمة ربك فحدث} قال: بالنبوة | |
---|---|
ولهذا قال أهل العلم: في الفرق بين الشُّكر والحمد أن الشُّكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته، والحمد عكسه | نحن نشير إلى العمل "النعم الثلاث" الذي صنعه روبنز في النصف الأول من القرن السابع عشر والذي يمثل ثلاث آلهة يونانية: تاليا وأغلايا وإوفروسين |
سجود الشكر شكر النعم من صفات الأنبياء وقليل من عباد الله تعالى من يشكر نعمه، فقد قال جل وعلا " وقليل من عبادي الشكور"، فاحرص على أن تكون من هذه القلة التي ذكرها الله سبحان وتعالى، وأحد الطرق التي يمكن أن تكون بها من الشاكرين هي أن تسجد شكراً لله تعالى إذا بُشرت بما يسرك كنجاحك أو شفاء من تحبه أو عودة غائب أو إذا رزقك الله مولوداً أو غيرها من الأمور التي تسرك، وسجود الشكر يكون كسجود الصلاة، ولكنها تكون سجدة واحدة وتقول فيها سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات ثم تثني على الله تعالى وتشكره على نعمته وتسأله أن يعينك على شكر هذه النعمة والحفاظ عليها، وسجود الشكر لا يتطلب الطهارة أو ستر العورة أو استقبال القبلة، فسجود الشكر هو من أعظم ما تشكر به ربك لأنّك بسجودك تضع أشرف أعضائك وهو وجهك على الأرض في خضوع وخشوع لله وحده وبذلك تجسد إيمانك بفكرة أن الله تعالى وحده الرزاق، وأن ما أتاك من الرزق يعود الفضل فيه إلى الله وحده لا شريك له، فاحرص على سجود الشكر دائماً واجعله عادة لك لتكون قد أديت شكرك لله سبحانه وتعالى.
11