وكان الإمام مالك يعمل في نفسه ما لا يُلزمه الناس، وكان يقول: «لا يكون العالم عالماً حتى يعمل في نفسه بما لا يفتي به الناس، يحتاط لنفسه ما لو تركه لم يكن عليه فيه إثم» | وفي عام 1980م سافر إلى الرياض حيث عمل معيدا ومشاركا في إعداد المنهج الدراسي في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التابع لكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ ثم انتقل إلى المدينة المنورة ليعمل مدرسا في المعهد العلمي، ثم في المعهد العلمي في نجران، ثم ذهب إلى مكة المكرمة عام 1988م ليدرس في المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي إلى أن أُحل إلى التقاعد، كما أشرف في خلال عمله هذا على رسائل الماجستير لبعض المتخرجين من المعهد |
---|---|
كما أخذ الإمام مالك عن ، قال مالك: قدم علينا الزهري فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا نيفاً وأربعين حديثاً، ثم أتيناه في الغد، فقال: «انظروا كتاباً حتى أحدثكم، أرأيتم ما حدثتكم به أمس؟»، قال له ربيعة: «ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس»، قال: «ومن هو؟»، قال: «ابن أبي عامر»، قال: «هات»، فحدثته بأربعين حديثاً منها، فقال الزهري: «ما كنت أرى أنه بقي أحد يحفظ هذا غيري» | وقال : كنت عند مالك وهو يحدثنا حديث رسول الله ، فلدغته عقرب بست عشرة مرة ومالك يتغير لونه ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله ، فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت: «يا أبا عبد الله، لقد رأيت اليوم منك عجباً؟»، فقال: « نعم، إنما صبرت إجلالاً لحديث رسول الله » |
انظر ايضا: دعاء أنس بن مالك رضي الله عنه دعاء الحفظ لم يخرجه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت صحته أيضًا أنس بن مالك — رضي الله عنه: بسم الله خير اسم بسم الله رب الأرض والسماء بسم الله الذي باسمه لا ضرر ولا مرض بسم الله بسم الله.
22فقهه وأصول مذهبه لم يكن للإمام مالك بالمعنى المعروف، ولم يأخذ عنه أحد من أصحابه منهاجاً أو أصلاً مما عليه فقهه، ولكن استطاع أصحابه ثم أصحابهم من بعدهم أن يستقصوا فقهه، وينتزعوا منه الأصول التي بنى عليها، وأما أصول فهي: ، ، ، ، ، ، ، ، ، | قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح وعفّان بن مسلم، عن أبي هلال الراسبيّ، عن عبد الله بن سَواد، عن أنس بن مالك، رجل من بني عبد الله بن كعب، قال: أغارتْ علينا خيل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأتيتُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يتغدّى فقال: "ادْنُ فكُلْ"، قال: قلت: إني صائم، قال: "اجلس أحدّثك، عن الصوم أو الصيام"، قال عفّان في حديثه، عن الصلاة والصوم: إنّ الله وضع، عن المسافر والحامل والمُرضع الصوم أو الصيام، والله لقد قالهما النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، كلتيهما أو إحداهما فيا لَهْف نفسي هلاّ كنتُ طعمتُ من طعام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم! وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى أهل بيته عن عِتابِ أنس -رضي الله عنه- أو لومه إذا قصَّر معهم في شيءٍ، ويُمازحهُ ويُلاعبهُ، ويمسحُ بيده على رأسه، ويدعو له بخيريِّ الدُنيا والآخرة، فدعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات مرةٍ فقال: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ ، فظهر ذلك من كثرة أمواله وذُريَّته، وعاش عمراً طويلاً، وكان بُستانهُ يحمل في العام مرّتين |
---|---|
وقال يوماً لجاريته: «من بالباب؟»، فلم تر إلا مالكاً، فرجعت فقالت: «ما ثم إلا ذاك الأشقر»، فقال: «ادعيه فذلك عالم الناس»، وكان مالك قد اتخذ تياناً محشواً للجلوس على باب ابن هرمز يتقي به برد حجر هناك | قُتل أبوه مالك بن النضر أبو أنس في الجاهلية، فتزوجت أمه أم سليم مليكة بنت ملحان النجارية وهي أيضًا صحابية من أبي طلحة الأنصاري، وأنس أخو الصحابي البراء بن مالك وكان لأبن مالك أيضا دور مهم في المشاركة في 8من غزوات النبي صلي الله عليه وسلم وتعود قصة ارتبط الصحابي الجليل أنس بن مالك بالرسول صلي الله عليه وسلم بعد هجرته المباركة إلي يثرب فما أن وطـأت قدمه الشريفة المدينة المنورة ، حتى دفعت أم سليم ابنها أنس للنبي ليقوم على خدمته، وعمره يومها عشر سنين، وقالت له: "يا رسول الله |
لقد جالس مالك العلماءَ ناشئاً صغيراً، ولزم فقيهاً من فقهائهم وعالماً من علمائهم، وقد ذكر الإمام مالك ذلك فقال: كان لي أخ في سن ، فألقى أبي يوماً علينا مسألة، فأصاب أخي وأخطأت، فقال لي أبي: «ألهتك الحمام عن طلب العلم! كما أوصى أن تُدفن معه عصا للنبي محمد كانت عنده، فدفنت معه بين جنبه وقميصه | وقد أثنى كثيرٌ من العلماء على الموطأ، قال : «ما في الأرض كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك، وإذا جاء الأثر من كتاب مالك فهو الثُّريَّا»، وقال أيضاً: «ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك»، وقال ابن مهدي: «لا أعلم من علم الإسلام بعد القرآن أصح من موطأ مالك»، وقال : «من كتب موطأ مالك فلا عليه أن يكتب من الحلال والحرام شيئاً»، وسُئل الإمام عن كتاب مالك بن أنس فقال: «ما أحسنه لمن تَديَّن به» |
---|---|
عندما يبتعدون يقولون: كفى الله لي، لا إله إلا هو الذي أثق به | وكان الإمام مالك يأخذ تلاميذه بذلك، فيحثهم على احتمال المشاق في طلب العلم بالقول والعمل |
» وكان يتلهّى بتربية الحمام في مطلع حياته فغضبت، وانقطعت إلى سبع سنين وفي رواية: ثماني سنين لم أخلطه بغيره، وكنت أجعل في كمي تمراً، وأناوله صبياناً وأقول لهم: «إن سألكم أحد عن الشيخ فقولوا مشغول».
21