وتابع: وبناءً على ذلك: فإن نزل الدم من فرج المرأة في زمن الحيض بالقدر المعهود في نزوله في أول أيام الحيض فإنه يكون دم حيض، أيًّا كان لونه: أحمر، أو أسود، أو بنيًّا، أو يميل إلى الاصفرار، فكل هذه الألوان هي ألوان لدم الحيض، وعلى المرأة التوقف عما يحرم على الحائض فعله؛ من صلاة، وصيام، وتلاوة للقرآن، وتمكين للزوج من الجماع | ما هو أثر الإفرازات النسائية على الصيام؟ تنقسم الإفرازات النسائية وهي الإفرازات التي تنزل من المرأة إلى عدَّة أنواع وهي بالإضافة إلى المذي والمني اللذين سبق الحديث عنهما، الودي وهو سائل أبيض يخرج بعد البول وليس له علاقة بالشهوة، وهناك رطوبة وهي عبارة عن إفرازات تخرج من الفرج أو الرحم، وهي شفافة وطاهرة وغالبًا لا تشعر المرأة بخروجها، وقد يتبادر إلى الذهن سؤال ملحٌّ: هل نزول إفرازات صفراء يبطل الصيام وهل الإفرازات البيضاء تبطل الصيام؟ ولا بدَّ من القول بأنَّ جميع الإفرازات الصفراء والبيضاء والمذي والودي والرطوبة لا توجبُ بل تنقض الوضوء فقط، كما أنها لا تُبطل الصيام ولا تفطر صاحبتها لأنَّ فساد الصيام مقتصرٌ على خروج المني سواءً عند الرجل أو المرأة على حد سواء |
---|---|
إذا كان الدم صفرة أو كدرة، ليس بالدم الصريح فهذا مثل البول يكفي فيه الوضوء والحمد لله، أما إذا طهرت ثم جاءها الدم العادة، ليس بالصفرة ولا الكدرة فهذا لا تصلي، بل تجلس ولا تصلي حتى يزول ثم تغتسل؛ لأن هذا تبع الحيض السابق، الحيضة تزيد وتنقص، هذا هو الصواب، إلا إذا طال معها زاد أو استمر معها، هذا يسمى استحاضة، إذا كان مستمرًا معها ليس له حد، بل يستمر معها؛ هذا تجلس للعادة ويكفي، خمسًا ستًا سبعًا عادتها في الحيض، وما زاد على ذلك ليس بشيء، تغتسل وتصلي وتصوم، ويأتيها زوجها | وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عما إذا كان الإنسان صائماً ونزل منه دم، فهل عليه أن يفطر أو يتم صيامه؟ فأجاب: "لا يضره نزول الدم، إلا الحجامة إذا احتجم ؛ فالصحيح أنه يفطر بالحجامة ، وفيها خلاف بين أهل العلم، لكن الصحيح أنه يفطر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: أفطر الحاجم والمحجوم ، أما إذا رعف أو أصابه جرح في رجله أو يده وهو صائم ، فإنه صومه صحيح، لا يضره ذلك" انتهى من موقع الشيخ رحمه الله على هذا الرابط: وبعض العلماء يفرق في خروج الدم عامة بين الخارج بفعل الشخص واختياره وكان كثيرا كالتبرع بكمية من الدم مثلا فإنه يفطر قياسا على الحجامة وبين الخارج قهرا كالجروح ونحوها فإنه لا يفطر ولو كثر وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم |
وقد ذهب بعض الفقهاء والعلماء إلى أنَّ نزول المذي يبطل الصيام أيضًا مثل المني حتى لو لم يكن دون مباشرة، ومن الذين ذهبوا إلى هذا القول: مالك وإسحاق وابن قدامة، والله تعالى أعلم | ومن الإفرازات النسائية الكدرة وهي الإفرازات ذات اللون البني الفاتح والغامق، وقد اختلف الفقهاء هل هي من الحيض أي إذا رأتها المرأة بطل صيامها؟، فالحنابلة والشافعية من وجه قالوا يبطل صيامها إذا رأت الكدرة في أيام الحيض، أما إذا رأتها في غير أيام الحيض فهي استحاضة، وذهب الحنفية والشافعية إلى أن الكدرة حيض، إذا رأتها المرأة بعد مضي خمسة عشر يومًا من الطهر ولو كانت في غير أيام حيضها بشرط أن يتبعها دم الحيض الأحمر والأسود، وعليه فإن الكدرة تبطل بها الصيام |
---|---|
وقال الشيخ عبد الله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن كل ما ينزل على المرأة في فترة الحيض أيًّا كان لونه من إفرازات هو من الحيض كذلك، ولا تطهر المرأة من الحيض إلا بالنقاء التام، وتعرف ذلك بانتهاء عادتها لمن لها عادة، كما يختبر ذلك بالقصة البيضاء؛ بإدخال قطعة من القماش في الفرج، فإن خرجت بلا أثر كان النقاء، فتغتسل وتفعل ما كان محرمًا عليه | ب- وأما إذا توقف الدم ثم طرأ فإن المرأة تصوم وتصلي وصومها صحيح وصلاتها كذلك ولا شيء عليها، لأن هذا الدم ليس بحيض |
المذي هو أحد السوائل الرقيقة الجسمية هو عبارة عن سائل رقيق ولزج يميل إلى اللون الأبيض يخرج عند الإثارة الجنسية أو التفكير في الجنس أو مع المعاشرة الزوجية يخرج على شكل قطرات من العضو الذكري ربما لا يحس الفرد بخروجه و تكون وظيفته تطهير قناة الإحليل من بقايا البول والبكتيريا مما يساعد على انزلاق القضيب ولكنه من مخاطره نقل الأمراض الجنسية واختلف العلماء هل نزول المذي يفسد الصوم أم لا.
3هل نزول المذي يبطل الصيام؟ إنَّ نزول المذي لا يعدُّ مثل نزول المني بالنسبة للحكم سواءً في الغسل أو في الصيام، وقد اختلف الفقهاء فيما إذا كان المذي يُفسد الصيام أم لا، فذهب الحنابلة إلى أنَّ المذي يُبطل الصيام إذا كان بسبب التقبيل أو اللمس باليد مباشرة وما شابه ذلك أمّا إذا كان بسبب النظر لا يبطله، أمَّا الشافعي فقد ذهبا إلى أنَّ المذي لا يُبطِل الصيام إطلاقًا سواءً كان سببه المباشرة أو لا، ويقتصر ذلك على نزول المني فقط | وقد ذهب المعاصرون من أهل العِلم إلى صحّة صيام من سَحب عَيِّنةً من دمه؛ لأنّ الفِطْر يكون بدخول الدم، وليس بخروجه، بالإضافة إلى أنّ الكمّية التي يتمّ سَحبها من الدم قليلة لا تُؤثّر في صحّة صومه، ومِمّن قال بذلك: ابن باز، وابن عثيمين، والقرضاوي |
---|---|
ثانياً: إذا تقرر ذلك ، فالواجب عليك قضاء الأيام التي أفطرتيها لأجل هذا الدم ، وأما ماصمتيه : فلا قضاء عليك فيه | عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضِ فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنْ الصَّلَاةِ فَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي رواه أبو داود 304 ، والنسائي 215 ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله |
سئل ابن عثيمين رحمه الله : " عن امرأة أتتها أعراض الدورة الشهرية ووجدت الصفرة ولكن لم ينزل الدم وذلك في شهر رمضان، وفي اليوم الثاني وجدت مع الصفرة دماً يسيراً ثم انقطع الدم، وفي اليوم الثالث بدأ نزول الدم الطبيعي فما حكم صيام اليومين الذين لم تشاهد فيهما سوى الصفرة والدم اليسير، علماً أن هذا الدم لم يحدث لها من قبل؟ فأجاب: لا شك أن الحيض هو الدم الذي ينزل من المرأة وهو دم طبيعي، كتبه الله على بنات آدم، ينزل في أوقات معلومة، وبصفات معلومة، وبأعراض معلومة، فإذا تمت هذه الأعراض وهذه الأوصاف فهو دم الحيض الطبيعي الذي تترتب عليه أحكامه، أما إذا لم يكن كذلك فليس حيضاً، وقد قالت أم عطية رضي الله عنها : كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً ، وفي رواية أبي داود: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ، أي شيئاً من الحيض ".
9