سبب نزول سورة المزمل إنَّ نزول آياتِ القرآن الكريم كانَ مرتبطًا بحادثة تحدث مع النبي أو الصحابة الكرام، فينزل القرآن دليلًا وقانونًا يقوّم أعمال الناس، ويضبط عقولَهم، وفي سبب نزول سورة المزمل، وخطاب الله تعالى لنبيه بقولِهِ: "يا أيها المنزل" ، قال العلماء: كان هذا الخطاب للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أول الوحي وقبل تبليغ الرسالة، ثم خوطب بعد ذلك بالنَّبيِّ والرَّسول، فهذه الآية نزلتْ في بدايات الدعوة الإسلامية، يوم كانَ رسول الله في غار حراء يستقبل الوحي ويأخذ منه القرآن، ويرجع راجفًا قائلًا: زملوني، زملوني، فنزّل الله تعالى هذه الآية بهذا الاسم ونادى نبيّه بالمزمل، قبل أن يخاطبَهُ بالنَّبيِّ والرَّسول فيما بعد، وقد وردَ في سبب نزول سورة المزمل، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كنتُ أجعلُ للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- حصيرًا يُصلِّي عليه من الليلِ، فتسامعَ الناسُ به، فلمَّا رأى جماعتَهم كرِه ذلك، وخشيَ أنْ يُكتبَ عليْهم ، فدخل البيتَ كالمغضبِ، فجعلوا يتَنَحْنَحون ويتْفُلون، فخرج إليهم فقال: أيُّها الناسُ اكلفوا من الأعمالِ ما تُطيقونَ، فإنَّ اللهَ لا يملُّ من الثوابِ، حتى تملُّوا من العملِ، وإنَّ خيرَ العملِ أدومُه وإنْ قلَّ، فنزلتْ: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ"، ، والله أعلم | قال البزّار: بعد إخراجه من طريق معلّى بن عبد الرّحمن: إنّ معلّى قد حدّث عنه جماعةٌ من أهل العلم واحتملوا حديثه، لكنّه إذا تفرّد بالأحاديث لا يتابع عليها |
---|---|
آمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً | وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ 1 } قال: نزلت وهو في قطيفة |
فضل سورة المزمل إنّ خير منهاج للبشر أجمعين، فتطبيقُ أحكامهِ فوزٌ ونجاحٌ في الدنيا والآخرة، والابتعاد عمّا نصّ عليه خسران وخيبة، ولا شكّ أنّ تلاوة القرآن فيها من الأجر الكثير، فالله تعالى لا يضيّع أجر عاملٍ من أحسنَ عملًا، ففي العموم إنّ القرآن كلُّهُ فضل وتلاوتُهُ فضل وخير، وأمّا فيما يتعلّق بفضل سورة المزمل على وجهِ الخصوص، فقد وردَ في فضلها حديث موضوع، يُذكر للاستئناس، وهو عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- قال: "إنَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عرضَ عليَّ القرآنَ في السَّنةِ التي ماتَ فيها مرتينِ، وقال: إنَّ جبريل -عليه السَّلام- أمرني أنْ أقرأَ عليكَ القرآن، وهو يقرئِكَ السَّلام، فقال أُبيّ: فقلت لمَّا قرأَ عليَّ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: كما كانت لي خاصة، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه؟ قال: نعم يا أبيّ، أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة.
9المزمل هو المُغطّى بثيابه ، جاءت تسميتها «المزمل» إشارة إلى ما حدث بعيد على النبي وهو على فرجع إلى ترجف بوادره فقال: «زملوني، زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع | فسبحان الله، ما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها، ولهذا خاطبه الله بهذا الوصف الذي وجد منه في أول أمره |
---|---|
قالوا: مجنونٌ، قالوا: ليس بمجنونٍ | لسورة المزمل مكانة عظيمة وخاصة بين سور القران الكريم، فكما ان لكل سورة فوائدها واثرها وبركتها على قارئها ، فان سورة المزمل لها اثر ايضا وفضل، وذلك لما لها من من فوائد خاصة بقرائتها بالاضافة الى الدروس المستفادة التي علمتها لنا هذه السورة |
سورة الملك سورة الملك، سورة مكية؛ أي نزلت قبل هجرة النبي - عليه الصلاة والسلام - من مكة إلى المدينة المنورة، وهي من السور المُفصّلة، وعدد آياتها ثلاثون آيةً، وفي ترتيبها بين سور القرآن الكريم فهي السورة السابعة والستون، وقد نزلت بعد سورة الطور، وقد بدأها الله سبحانه وتعالى بأسلوب الثناء، بقوله تعالى تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ، وهي السورة الأولى من الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وقد سُمّي هذا الجزء نسبةً لها باسم جزء تبارك، ويقع ترتيبها في الحزب رقم سبعةٍ وخمسين، وفي الربع الأول | |
---|---|
ثمّ قال البزّار: معلّى بن عبد الرّحمن: قد حدّث عنه جماعةٌ من أهل العلم، واحتملوا حديثه، لكن تفرّد بأحاديث لا يتابع عليها |
اسباب نزول سورة نوح — نزلت السورة الكريمة حتى يتم عرض قصة نبي الله نوح عليه السلام، منذ بداية إرساله إلى قومة كي يدعوهم لعبادة الله تعالى وينذرهم من عذاب الله حيث قال تعالى إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 0 — وقد نزلت السورة الكريمة حتى تعرض صبر سيدنا نوح في دعوة قومه، وقد سمي شيخ الأنباء لانه تحمل الكثير من الأذى ودعا قومه بالكثير من الطريق حيث كان يدعوهم ليلا ونهار دون أن يفقد الامل، لكن قومه كانوا يبتعدون عنه ويرفضون السماع له، ويضعون اصابعهم في آذانهم، استمر يدعوهم لمدة أَلْف سَنَة إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، وكلما دعاهم كلما فروا منه.
21