إنّ للزيارة فوائد عديدة ومتنوعة في مختلف المجالات، خصوصاً زيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام، نُشير إلى بعضها: إنّ زيارة الأولياء والصالحين لها تأثير كبير على نفسية الشخص الزائر وعلى سلوكه وطريقة تعامله وسائر أفعاله؛ وذلك لأنّ الإنسان ـ وبحسب طبعه وميله إلى الأُمور المحسوسة ـ يتأثّر بما يدركه بحواسّه، لذلك نجده يتأثر بما يراه أمامه أكثر مما يتأثر بما يسمعه، وكذا نجد أنّ تأثره بكل حاسّة أكثر من غيرها فيما يرتبط بتلك الحاسّة، وهكذا نجد أنّ أقوى الحواس هي الرؤية والمشاهدة، فهي أكثر الأُمور تأثيراً في النفس البشرية؛ لذلك عندما تسمع بتفاصيل قضية ما فإنك تتأثر بها، ولكن عندما تراها فإنّ التأثر يكون أشدّ وأقوى، والتفاعل معها يكون بصورة أعمق؛ من هنا فإنّ الحضور في محضر الأولياء والصالحين يكون أكثر تاثيراً في النفس وبشكل مباشر من أيّ شيء آخر، وهذا الحضور لا يقتصر على الحضور عند شخص الولي، بل يمتد إلى الحضور عند مرقده؛ لأنّ مقام ومرتبة الولي والإمام ليس بجسمه العنصري ـ وإن كان في القدسية والطهارة بمكان ـ بل المقام لشأنه ومرتبته الوجودية، وهي محفوظة على كل حال، وهذا الحضور له تأثيرات تربوية عديدة، منها: من الآثار التربوية للزيارة وخصوصاً زيارة المعصومين عليهم السلام هو التخلّق بأخلاق الشخص المزور، والسير على خطاه العملية في التعامل مع الله تعالى ومع الدين بشكل عام ومع الناس | قوله: تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ أي: تمايل عنه، ولذا قيل للكذوب: زور؛ لأنه يميل عن الحق، ويقال: تزاور عنه تزاوراً |
---|---|
أمّا قصورها سنداً؛ فلوجود المجاهيل في الرواية الأُولى والثانية، ووجود الإرسال في الرواية الثالثة | وقال السيد الخوئي ـ بعد أن ذكر كلام النجاشي وابن الغضائري المتقدم ـ: أقول: ظاهر كلام النجاشي أنه ليس بشيء |
ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: حدَّثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: مَن لم يأتِ قبر الحسين عليه السلام من شيعتنا كان منتقص الإيمان، منتقص الدين، وإن دخل الجنّة كان دون المؤمنين في الجنّة.
15وأمّا الرواية التي أطلقت ليلة القدر ولم تحدّدها في أيّ ليلة، فقد أخرجها ابن قولويه بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «إذا كان ليلة القدر، وفيها يُفرَق كلّ أمرٍ حكيم، نادى منادٍ تلك الليلة من بطنان العرش: أنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة» | وسُئل عن ذلك، فقال: حقُّ الحسين عليه السلام مفروض على كل مسلم |
---|---|
قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنقق عنده؟ قال: درهم بألف درهم | ثم صر إلى عند رجلي الحُسَين وزر عليَّ بن الحُسَين عليه السلام ، ورأسه عند رجلي أبي عبد الله عليه السلام وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ ابْنُ المَظْلُومِ، لَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ |
إن الحضور والزيارة للاؤلياء والصالحين تعني التعرف على الحق المستفاد من سيرتهم ومواقفهم، وهذا بنفسه تعرّف على الباطل؛ لأنه هل غير الحق إلّا الضلال؛ لأجل ذلك فإن التعرف على أولياء الله من خلال الحضور عندهم يُعرّفنا بأعدائهم وبمن ناوءهم وقتلهم والأسباب التي وراء ذلك | الثالث: الكلام في علي بن عبد المنعم بن هارون، ولم يُذكر شيء عنه إلّا ما قاله النجاشي في ترجمة علي بن عبد الله بن محمد بن عاصم: علي بن عبد الله بن محمد بن عاصم بن زيد بن عمرو بن عوف بن الحارث بن هالة بن أبي هالة، النباش بن زرارة بن وقدان بن أُسيد بن عمرو بن تميم بن الحسن، المعروف بالخديجي، وهو الأصغر ـ ولنا الخديجي الأكبر علي بن عبد المنعم بن هارون روى عنه ـ وإنما قيل له: الخديجي؛ لأنّ أُمّ هالة ابن أبي هالة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها |
---|---|
الإشكال الثاني: إنّ الراوي هو نفسه علي بن ميمون، فلا تُقبل شهادته في حق نفسه | قال: أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم؛ لكنت كمَن زار الحسين بن علي عليها السلام |