نحو مستقبلٍ لم تكتمل فيه نهاية حلم أصبح جزء من كابوس يومي، قد فرض علي أن أعيش الحلم والحقيقة وحدي دون وجوده، غاب عني ساعة شوقي له | |
---|---|
رثى أحمد شوقي أباه عليًا سنة 1897، وكأنه مسوق إلى قول لم يعتد عليه الشعراء، فيبدأ قصيدته: أتلقى حفرة أم حفرتين ؟ وبالإجمال فـإن هذه القصيدة لا تنقل لنا العدوى العاطفية على حد تعبير الشعراء الرومانتيين |
إن كل الآمنا ودموعنا وفرقنا وقلقنا لأننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، وقد كانوا بعض سلوتنا أو جزءا من حياتنا أو بقية من رفاقنا… إننا نبكي من أجلنا نحن، لا من أجلهم، لأنهم رحلوا، فلن يشعروا ببكائنا، ولن يستعيدوا شيئا مما مضى، ولن يكون بمقدورهم أن يصنعوا شيئا لأنفسهم أو لنا.
أي رسالة أو تعليق؟ تأسست ديوان العرب في تموز يوليو عام ١٩٩٨ بمبادرة من الكاتب عادل سالم، وأصدرت أول موقع إلكتروني لها في أيلول سبتمبر عام ١٩٩٨ بمشاركة الصحافي أشرف شهاب الذي واكب المجلة منذ تأسيسها، ثم انضم إلى أسرة التحرير والمجلس الاستشاري والمراسلين والمحررين والمساهمين نخبة من الكتاب والمفكرين والأدباء الذين أثروا موقع ديوان العرب بإبداعاتهم وساهموا في تصويب مسيرته الفتية وتثبيت أهدافه في تجميع الجهود الثقافية والأدبية والفكرية العربية وتشجيع جيل الشباب لكي يأخذ دوره في المشاركة والإبداع | لكن القصائد الثلاث تلتقي في رؤية وجدانية ذات صبغة تأملية |
---|---|
ويالله اجعل قبره روضة زهر…… وتسكنة بالجنة وزوجه من الحور العيان …… وان تثبتنا وتثبت أهله ع الفقدان… |
اللهم اكتب له أجر هجرته، وأجر غربته عن وطنه لأكثر من أربعين سنة، وأجر جهده واجتهاده في دعم الطفولة بقناة سنا، ودعمه التعليم في المدرسة الرقمية السورية، وأجر عموده الأسبوعي الذي كان يكتبه في جريدة المستقلة اللندنية قبل ربع قرن، وأجر قلمه الصارم الذي كان يكتب فيه بمجلة المجتمع مذ كان في سن المراهقة مقالات رصينة تنمّ عن فكر وثقافة عالية.
18لن أختصر سيرتك بهذين المشروعين العملاقين : سنا و المدرسة الرقمية، فأنت تاريخ للمعروف والود والحب والسكينة والألفة، خدوم للخلق متواضع، آلف مألوف، ساع للخير ما دام في الوسع والطوق، محب للتعارف وبناء العلاقات وخدمة أهل العلم والسابقة، وان كان لابد من ذكر، فهو لصحبتك المميزة لشيخنا وأديب العربية الشيخ علي الطنطاوي، فقد قضيت السنوات العشر الأخيرة من حياة الشيخ معينا له ومساعدا، أمينا لسره مفتاحا للوصول اليه، فتعلمت وآثرت | لم تعد قربي ولم اعد استطيع رؤيتك والتحدث اليك بكيت في وداعك الوداع القاسي الذي لابد منه حين رحلت عنا الى الابد …… |
وكنت معه على صلة دائمة بشيخنا الطنطاوي إلى أن لقي ربه عز وجل.