ولأن عبد المال يضحي بكل شيء في سبيل تحصيله؛ كان قارون في كل يوم يتخلى عن مبادئه وأخلاقه ليجتاز أي عقبة قد توضع أمامه، حتى وإن كان اجتياز هذه العقبات على حساب أهله وأصدقائه ورفقاء دعوته من بني إسرائيل | وتحداهم بإعجاز القرآن وهديه مع هدي التوراة |
---|---|
قال ابن عباس رضي الله عنه أن قارون قام باعطاء امرأة مبلغ من المال لاتهام موسى عليه السلام بافتعال أمور الشر والمعصية ، بينما كان أمام قومه | تعرض القصة الثانية قيمة المال، ومعها قيمة العلم؛ المال الذي يستخف القوم، وقد خرج عليهم قارون في زينته، وهم يعلمون أنه أوتي من المال ما إن مفاتحه لتعيي الأقوياء من الرجال |
فحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا ، ونصحوه بأن يعمل بهذا ولا يقتصر على نيل الشهوات في بل ينفق ولا ينسى التمتع في بغير إضرار.
6ولكن الذين أوتوا العلم الصحيح من قومه لا تستخفهم خزائنه، ولا تستخفهم زينته، بل يتطلعون إلى ثواب الله، ويعلمون أنه خير وأبقى | ثم قال مرة أخرى: خذيهم وأجثيهم على ركبهم |
---|---|
والنهاية الجيدة هي للأتقياء والصالحين | ولا تؤذي الناس الذين أمرت بفعل الخير تجاههم |
مقاصد السورة يقوم كيان السورة على قصة موسى وفرعون في البدء، وقصة قارون مع قومه -قوم موسى- في الختام.
13ألم يكن يعلم أن الله قد هلك قبله أجيال ، رجال كانوا أقوى منه في القوة وأعظم بالمقدار من الثروات التي جمعوها؟ لكن المجرمون مجرمون ، كفار ، مشركون ، آثمون لن يتم في يوم القيامة استجوابهم على ذنوبهم لأن الله تعالى يعلم ذنوبهم فيعذبهم | ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم |
---|---|
والعلم الذي يعتز به قارون ويغتر، ويحسب أنه بسببه وعن طريقه أوتي ذلك المال | وفي يوم من الأيام خرج قارون أمام قومه، وهو يرتدي الزينة، فتمنى كثير منهم أن يكونوا مثله، ويمتلكوا ما يمتلكه من نعم لا تعد ولا تحصى، فرد عليه حكماء بني إسرائيل تجنبوا الفتنة، فرضى الله تعالى خير من الدنيا وما فيها، وما عند الله خير وأبقى من ما يملك قارون، وفجأة يأتي أمر الله بعقاب قارون فيخسف به وبداره الأرض في لمح البصر، ويختفي قارون وداره من وجه الأرض تماما، فيعتبر الجميع مما حدث لقارون الطاغي |